أدبشعر

الغرفة +963

تَبْغٌ رَديءُ الصّنْفِ، شَايٌ باردٌ
وَقَصيدةٌ حُبلى بِتَوءَمْ
باليَأسِ والأمَلِ المحطّمْ
صُنبورُ ماءٍ مُنْشِدٌ قَلَقًا على أسماعِنا
وَجَريدَةٌ مَلَّتْ قراءَتَنا،
وَصَمتٌ كَافِرٌ
ليلٌ ولكنْ ما دَرَى أحَدٌ كَمِ التّوقيتُ
إنَّ السّاعَةَ المُلقاةَ فوقَ الرّفِّ قالتْ:
إنَّ هذا الوَقتَ مُبْهَمْ.
في الغُرفَةِ الحَمقاءِ فوضى
والأثاثُ تَغَيَّرَتْ ألوانُهُ
فَهُناكَ طاوِلَةٌ عليها وَجْبَةٌ مِن ذِكرياتْ
وَيَنامُ قِطٌّ قَربَها،
وَدَفاتِرُ الأطفالِ مَا مِن أحرُفٍ نَبَسَتْ بِها
تِلكَ السّطورُ لأنّها فَقَدَتْ معاني المُفرداتْ
وَعَلى السّريرِ وِسادَةٌ تَغفو
فأيقَظَها الغِطاءُ
فَرَدَّدَتْ تَعويذةً من سُورَةِ النّسيانِ،
عَلَّ النّومَ يَرجعُ
ها هنا استيقاظُها – شَرْعًا – مُحَرَّمْ
مَكْسورَةٌ سَاقُ السّريرِ
وَكُلّما زَاوَرْتُهُ تَعِبًا تَألَّمْ
وَزُجاجُ نافِذةٍ تَكَسَّرَ بَعضُهُ
فَغَدَا مَكانُ الكَسْرِ نُقْطَةَ مَعبَرٍ
وَسِتارَةٌ قد أتْقَنَتْ دَوْرَ المُهَرِّبِ،
كُلّما هَبَّتْ رِياحٌ سَرَّبَتْ بَرْدًا إلينا
كيفَ مِنهُ العَظمُ يَسْلَمْ؟
بابٌ يَسُبُّ أريكَةً،
وَبَلاهَةُ المِرآةِ تَكفُرُ بالوجوهِ
وَكُلّما سُئلَتْ عَنِ الآتي أجابتْ: لَستُ أعلَمْ.
هِيَ غُرفَةٌ ضَاقَتْ بِنا،
نَسِيَتْ مَعالِمَ روحِنا
نَبكي وَندعو صَبْرَنا أنْ تَسْتَرِدَّ حَنَانَها
هِيَ يَتَّمَتْ شَوْقَ العُيونِ وَقُبْلَةَ الثَّغْرِ المُتَيَّمْ
سُكّانَها،
زُوَّارَها،
عُشّاقَها
والعَابسينَ بِوَجْهِها أو مَنْ تَبَسَّمْ
كانَتْ لَنا ……، كُنّا لَها ……..
لَكِنَّ وَجْهَ زَمَانِنا فينا تَجَهَّمْ
لمّا بَنيناها على أحلامِنا، ما راوَدَتْنا فِكرةٌ
أنّا سَنشْهَدُها تُهَدَّمْ
*
هِيَ غُرفَةٌ
أسرى بها التّأويلُ من إيماننا
نحوَ المجازِ مخبّرًا عن مُعجزاتْ
هِيَ غُرفَةُ
جدرانُها أملٌ يفيض على الحياةْ
ما نالتِ الآهاتُ من أركانِها
والدّفءُ في جنباتِها صلّى وسلمْ
اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى