الوطن عينياي وفي قلبي هديره. يعلمني قفل القيود رتق جراح المعاصم الناتئة. يعلمني رتم الوجع الوقوف في وجه العاصفة. وفي تباريح الظلام من يديَّ اصطناع المشاعل. أغلقوا عليَّ بالجدار هواء الحرية؛ لتنبت لي ألوف من الأجنحة.
رسموا على الجدار تاريخ نخل. كتبوا بيانات اعتقال. والزنزانة كانت غمدا للنسور الصاخبة. أغلقوا ألف ألف باب فسنت الأسنان خنجرا من ابتسام، ودوزن ناي القلب لحن العذابات العابرة. وها غرزْت في لحم المعاناة انكساراتي، وجبرتها بفتوحات الشموس. حفروا بسمرة فصولي بورتريه لم تتوهج ألوانه إلا لقيامة جبهتي. ولم تنسكب ألحان جدائله الا لصرير سلاسلي.
أرضي فلذة كبدي وقلبي طير فوق زيتونها. يا أيها الطير الذي يغمد ناره في صدري أين العرب؟ كل مقتنياتي في زمرة الموت؛ جبين وانتفاضة غضب. وطني حبيبي ترعرعنا وكبرنا في عرصات جراحك وشربنا من قلب الصبار مرارة كي نشهد ميلاد نهارك. ويا قدس يا سلطانة العباد لك خابية الغيم تتفتح وتصعد على صهوة الحنين إلى أبعد ما في الحلم من أحداث وأعراس.
وطني ليس حليب هدهدة ولا قهوة حكواتية. وطني غضبة رياح عاتية واقتلاع احتلال. العشق في نبات الشروق، وأنت في أرض النبض خلود. ومن غزة نتجرع العزة بشآبيب من نور ونار. وعلى جبال القدس يسطر الصبر والإباء أجمل حكاية؛ فتزين بالحب والفخر يا وطني. تزين بالأحمر .. بالأسود .. بالأخضر .. بالأبيض .. وبالانتصار.