عناقيد على دالية العمر أنا؛ تعتصرني الفصول ويرتشفني العابرون على فراقد الوقت اللجيني. كلما وجدتني تجيش نفسي في الغياب لأكون في مجاز النص. أراني على برزخ ما بين حلو الموت وأجاج الحياة. لا عمر يكفي لأشد وتر غروبه لربابة صباحاته. حقنتني الحياة بمخدر لأكون هادئة وديعة في رحاب الحلم مستسلمة لتباريح زنزانتي الموحشة حتى يغمى علي من إصابتي بضربة شِعر.
كل هذا الليل يعتصرني بسفكٍ احتفائيّ الموت. أيها الموت على رسلك وأنت تحرر جسدي من كمنجات روحي الطينية إلى وطني العلوي لأعيش كنه أول خطيئة فأكون أنا هو. وأعود للأرض السقيمة أمشي على ماء القصيدة، وأزفني مرتدية جبة جدتي.
أزاول الغياب كلما حنطني الانتظار بيني وبيني وكلما فتشت عن آثاري في عتمة الكهف وفي سجون الوجوم أطلق نبض قلبي خلف نجمة منسية فوق سطح الدار وأهدهد عش القبرات بأحداث الحلم المجدول بفيض كثير من الماضي مبتور الغد. أسير على مرفأ الرواية العاطفية زورقي يصطاد ثمار الأبطال وغزلان الشِعر. يحملني الهتاف إلى التأمل في لجة صرحه، وتدونني الأطروحة بجمود الأضداد. أحداثه لا تعيد أمجاد الذكرى، ولا المضي على أديمه يعرج به إلى سماوات الاشراق.
من أكون يا أنا خذني على براق التشظي النوراني كي أراني. اغسلني بكوثر الأبدية واحملني على أكتاف القلب ثم انقلني من محنة الضجر. وحين تشق شراييني الكلمات كن رحيما وأنت تعصر منها عطر دمي والشفق المجروح من لازورد أغنيتي.