صغيرٌ – كالبرتقالةِ – قلبي لكنهُ يَسَعُ العالمَ كلّهُ
حين َ عَذَّبني الوطنُ قتلتُهُ .. ودفنْتُهُ في قلبي
آهٍ … أين سأدفنُ قلبي إذن حين تجفُّ سواقي النبض؟
أكلُّ هذه السنين العجاف وكلّ هذا الهجير … البراكين … الأعاصير … الحرائق …
وقلبيَ لمّا يزلْ أعمقَ خضرةً من كلّ بساتين الدنيا؟
اثنان لا تقربهما الشيخوخة؛ الحبُّ والوطن.
الدين محبَّةٌ والمحبةُ دينٌ.
هما ضفتان لنهرٍ واحدٍ فالقلبُ الذي لا يعرفُ الحب لن يعرف العبادة.
الحب والوطن توأمٌ سياميٌّ، متشابهان باستثناء أن للوطنِ حدوداً ولا حدود للحب.
الوطن جسدٌ والحب روح … منهما يتشكل قوس قزح المواطنة.
أنتِ لستِ شمساً وأنا لستُ وردةَ دوّار الشمس.
لماذا إذن لا يتجه قلبي إلا نحوكِ.
قبلَ أن تسكنيه لم أكن أعرفُ أنَّ لقلبيَ قلباً.
أيتها البعيدة كقلبي عن يدي القريبة كالشمسِ من عيوني، إنّ لقلبيَ حجرتين فلماذا إذن لا يتسع إلا لحبيبةٍ واحدة؟
كلّ ضغائن العالم أضعفَ من أنْ تهزم قلبين متحابّين.
قبل كلّ لقاءٍ قلبي يَتَبَرَّجُ لكِ، يُكَحِّلُ بالدفء نبضه، ويُخَضِّبُ دمَهُ بعطرِ الحنين.
جنونُ قلبي الدليلُ على سلامةَ عقلي.
الحبُّ وحده ما يجعل القلبَ مبخرةَ عبيرٍ وليسَ مجردَ مضخةِ دم.
هبْكِ ستهربين من قلبي، ولكن من أين لكِ القدرةُ على اجتياز قضبان ضلوعي؟!