عــــادَ بِـالـحَـقـلِ يــابِـسًـا فــــي سِــلَالِــهْ لا بِـــــتُـــــفَّــــاحِــــهِ ولا بُـــــرتُـــــقَــــالِــــهْ عـــــادَ بِــالــجُـوعِ نــاضِــجًـا لا بِـــشَــيءٍ يَـــدفَــعُ الــبُــؤسَ لَــيـلَـةً عــــن عِــيـالِـهْ فــــارِغًـــا عـــــــادَ حـــامِـــلًا كُــــــلَّ دَربٍ كــــان بِــالأَمــسِ عــابِــرًا مِــــن خِــلَالِـه عــابِــسَ الـقَـلـبِ، شـاحِـبًـا، مِــثـلَ راعٍ دَربُــــــهُ صـــــارَ شَـــوكَــةً فـــــي نِــعــالِـه دامِــــــيَ الــعَــيــنِ، دائِـــخًـــا لا بِـــكَــأسٍ بـــيـــن كَــفَّــيــهِ إِنَّــــــهُ ضِـــيــقُ حـــالِــه يَــسـأَلُ الــنَّـاسَ: مَــن أَنــا؟! ثــم يَـبـكِي وَحـــشَــةً مِـــــن نُــفُـورِهِـم، وابـتِـهـالِـه غُـــربَــةٌ عـــــن يَــمِـيـنِـهِ حـــيــن يَـــرثِــي جَــنَّــتَــيـهِ وغُــــربَـــةٌ عـــــــن شِـــمــالِــه غُـــربَــةٌ تـــحــتَ جِـــلــدِهِ مِــــن رَمَــــادٍ آدَمِـــــــيٍّ، وغُــــربَـــةٌ تــــحـــتَ شـــالِـــه غـــائِــبًــا عـــــــادَ عــــارِيًـــا كَـــابـــنِ آوَى حــافِــيًـا كَــابــنِ عَــمِّــهِ، وابــــنِ خــالِــه وَاسِـــعًــا كــالـخَـيَـالِ فــــي رَأسِ أَعــمَــى ضَــيِّـقًـا كـالـفَـضَـاءِ فــــي صَــــدرِ وَالِــــه لا يُـــغَـــنِّــي كــــأَنّــــهُ بَــــيــــتُ مَـــــــوتٍ زادَهُ الــيُــتــمُ طَــعــنـةً فـــــي احــتِـمـالِـه يَـــدخُـــلُ الـــحَــيَّ خــائــفًـا، مُـسـتَـريـبًـا مِــــــن نَـــوَايـــا انــتِــبـاهِـهِ وانــشِــغـالِـه يُــطـلِـقُ الــنَّـارَ مِـــن عَــصًـا فـــي يَــدَيـهِ صَــــوبَ أَيــــدٍ تَــحَـرَّكَـت فــــي خَـيَـالِـه يُـــوقِــفُ الــضَّــربَ، هــازِئًــا بِـانـفِـجـارٍ بــيــن عَـيـنَـيهِ لـــم يُــطِـل فـــي جِــدالِـه ضَــيّــقًـا صــــار وَقــتُــهُ لــيــس يَــكـفِـي لِاجــتِــنــابِ الــخِــصَــامِ أَو لِافــتِـعـالِـه لــيـس بــيـن الــكـلامِ والـصَّـمـتِ فَــرقٌ عــنـد مَـــن صـــارَ مُـدمِـنًـا سُــوءَ فـالِـه كُــلَّــمـا قــــال -مُـقـسِـمًـا- تِــلــكَ دارِي قـــــامَ وَهْـــــمٌ مُــكَــفِّـرًا عـــــن مَــقــالِـه كُـــلَّــمــا طــــــارَ طـــائِـــرٌ ثــــــارَ قَـــلـــبٌ بـــيــن جَـنـبَـيـهِ بــاحِـثًـا عــــن مَــجَـالِـه بـــيـــن يَــــــومٍ ولَــيــلَــةٍ صــــــارَ كَـــهــلًا ســاقِـطَ الـجَـفـنِ، طـاعِـنًـا فـــي هُـزالِـه كُـــــلُّ ذِكـــــرَى رَصَـــاصَــةٍ فَــــرَّ مِــنـهـا تَـــدخُــلُ الآنَ صَــــدرَهُ مِــــن سُــعـالِـه كُــــــلُّ جُــــــوعٍ أَمَـــاتَـــهُ عـــــادَ أَقـــــوَى مِــــنـــه صَـــبـــرًا، وخِـــفَّـــةً بِــاحـتِـيـالِـه كُــــلُّ خَــــوفٍ أَزاحَــــهُ صــــارَ وَحــشًــا طــالِــعًـا مـــنــه وَاثِـــبًــا مِـــــن مُــحـالِـه لا يَـــعِــي كـــيــف، أَو مــتــى، أَو لِــمــاذا أَدخَــــلَ الــنَّـحـسُ رَأسَـــهُ فـــي حِـبـالِـه ***** يـــا رِفـــاقَ الــسِّـلاحِ هـــل مِـــن رَفِـيـقٍ يَـحـمِـلُ الــيَـومَ صَــخـرةً مِــن جِـبـالِه! لا تَــلُــومُــوهُ إِن يَـــكُـــن عــــــادَ يَـــأسًــا مِـــن هُــداكُـم، وخِـيـفـةً مِـــن ضَــلالِـه لا تَــلُــومُـوهُ إِن يَــكُــن مــــاتَ جُــوعًــا واغــتِــرابًـا، ولـــــم يَــمُــت فــــي قِــتـالِـه كـــــم -لِــيَــرتـاحَ- واثِـــبًــا كـــــان، لــكــن لــــم يَــــكُ الــمَــوتُ رَاغِــبًــا بِـانـتِـشالِه هــــل لِــعُــودِ الـثِّـقـابِ حَـــولٌ إِذا لـــم يَــــلـــقَ كَــــفًّـــا تَـــحُــكُّــهُ لِاشــتِــعـالِـه! كـــــان يُــلــقِـي بِــنَـفـسِـهِ وهـــــو طــــاوٍ لـــــــم يُــــهـــادِن عَــــدُوَّكُـــم أَو يُـــوَالِـــه جـــــاعَ حـــتــى كَــأَنّــمـا صـــــارَ جُــرحًــا بَـــطــنُــهُ وهــــــو صـــائِـــمٌ لِانــدِمــالِــه أَيُّـــكُــم كـــــان عــابِــئًـا حــيــن كــــان ال مَـــــوتُ نَـــصــرًا لِــجُــوعِـهِ وانــخِـذالِـه أَيُّـــكُــم كـــــان عــابِــئًـا وهـــــو يُــمــسِـي كــاظِــمًــا غَـــيــظَ رَفـــضِــهِ وامــتِـثـالِـه لا تَــلُــومُــوهُ إِن يَـــكُــن عـــــادَ طَــيــفًـا لا يَــعِــي أَيــــن جِــسـمُـهُ مِــــن ظِــلالِـه مَـــــن يَـــكُــن غـــيــرَ عـــابِــئٍ بِـالـمُـغَـنِّـي فــلــيَــكُــن غــــيـــرَ عــــابِـــئٍ بِــاعــتِــزالِـه ***** هــــا هــــو الــيَــومَ عــائــدٌ، والـشَّـظـايـا والــكَـوابِـيـسُ حَـــظُّــهُ مِـــــن نِــضــالِـه ذابِــــلُ الــظَّـهـرِ بــاحِــثٌ عــــن حَــيــاةٍ لــــم يَــجِـدهـا مُــتـاحَـةً فــــي ارتِــحـالِـه كــــان بــيــن الــحَـيـاةِ والــمَـوتِ يَـحـيـا صـــــــار بـــيـــن ادِّعــائِــهــا وانــتِــحـالِـه مـــا هـــو الـمَـوتُ؟! إِنّــه شَـطـرُ بـيـتٍ لــــــم يُــــــلاقِ اســتِــراحــةً لِارتِــجــالِــه مِــــن غُــبــارِ الــظَّــلامِ فــــي كُـــلِّ شِــبـرٍ مـــنـــه جَـــيـــشٌ مُـــرابِـــطٌ لاحــتِــلالِـه يَــنـكُـشُ الأَرضَ، قــائِــلًا: يــــا بـــلادي طالَ شوقي، ف “كيف كُلِّنْ وحالِه”؟ مـــــــا أَنــــــا غـــيـــرُ لائِــــــذٍ مُــسـتَـجِـيـرٍ لا تَـــكُـــونـــي وِشَـــــايَــــةً لِاعـــتِــقــالِــه كــنــتُ أَرجُــــو شَــهـادَةً فــيـكِ، لــكـن كــــــان حَـــظِّـــي مُــعــانِـدًا بِــاحــوِلالِـه يـــا بـــلادي الــحُـرُوبُ لـــم تُـبـقِ مـنـي غـيـرَ ضِـيـقِ الـبَريءِ فـي “بـيتِ خـالِه” يــــا بِـــلادِي تَـعِـبـتُ مِـــن أَكـــلِ قَـلـبِـي جــائِـعًـا، وهْــــو مُـتـعَـبٌ مِـــن غِــلالِـه نـــازِحـــاتٌ مَــواسِــمــي عـــنـــه لـــكــن هــل لِ(غَـيـمانَ) مَـهـرَبٌ مِـن (أَزَالِـه)! يـــا بِـــلادي أَنـــا الـــذي مِـنـكِ، لا مَــن زاغَ بـــــيــــن انـــقِـــلابِـــهِ وانـــفِــصــالِــه إِنَّ هـــــــذا الــــتُّـــرابَ رُوحٌ بِــجِــســمـي كــيــف أَدرِي جَــنـوبَـه مِـــن شَـمـالِـه! هـــــــــــذه بُــنــدُقــيّــتــي فــاكــسِــرِيــهــا وافــتَــحِـي الــبــابَ وَاسِــعًــا كـانـقِـفـالِه طَــــوِّلِـــي الــــبَـــالَ إِن أَرَدتِ انــتِــقـامًـا إِنَّ سِـــــرَّ الـــقَــوِيِّ فـــــي طُــــولِ بــالِــه واسـمـعِـينِي فــقـد مَــضَـى أَلـــفُ عــامٍ مِــن أَسَـانـا، ولــم نُـجِـب عــن سُـؤالِه إِنَّ شَــعـبًـا يَــمــوتُ مِــــن أجـــلِ فـــردٍ لَـــهْــوَ شَـــعــبٌ بَـــقــاؤُهُ مِـــــن زَوَالِــــه إِنَّ كُـــــــــلَّ انـــتــفــاضــةٍ لا تُـــــــــداوِي جُــــــرحَ شَـــعـــبٍ كَــفِـيـلـةٌ بِـاغـتِـيـالـه أَخــسَـرُ الـخـاسِـرِينَ فـــي الـحَـربِ نــاجٍ عـــــــادَ مِــنــهــا ورَأسُــــــهُ رَأسُ مـــالِـــه |