لا خـيـلَ عـنـدَك، لا بـيـادِقَ عـنـدَهْ قُــمْ والْــقَ خـصمَك عـاريًا كـالوردةْ خُـــذْ مـنـهُ حـصَّـتَك الَّـتـي تـكـفيك كــي تـنـساهُ وامـنحْهُ اخـتيارَ الـمُدَّةْ سيُقالُ: سَهمًا واحدًا لا تخْشَ من سَــهـمٍ يـسـيـرُ إلـــى لـقـائك وحــدَهْ قُــل: إنَّـنـي آمَـنتُ بـي وحـدي ولـم أعـــبــأ بـــكُــلِّ مــصـائـبـي الــمُـرتـدَّةْ وشـككتُ بـالإنسانِ ينصِبُ نفسَهُ ربَّــــاً لـيـمـتـحِنَ الــجِـيـاعَ بـسـجـدَةْ يــــا جــائـعًـا كــالـنَّـارِ جـــرِّب لُـقـمـةَ الـمـنـفَى وجــرِّب بـعـد ذلــك بــردَهْ أتـخـالُني (صـنعاءُ) خُـنتُ صـبابتي فــيـهـا وأنـسَـتـنـي هــواهــا (جـــدَّةْ) لـــم أنـسَـها والـقـلبُ غــضٌّ كـيـف أنـسـاها وقــد بـلـغَ الـفُـؤادُ أشُــدَّهْ! وجِــــــراحُ كُــــــلِّ مــديــنــةٍ عــربــيَّـةٍ لـــجــراحِــهِ فــجــراحِــهـا مُـــمــتــدَّةْ جــسَـدي سِـــراجٌ يـــا دمَ الـشُّـهـداءِ أسـرجْني وقُل: يا موتُ حاولْ وأدَهْ الـمُـستحيلُ هُـنـا لـهُ بـيتٌ وعـائلةٌ وخــصــمـي لـــيــسَ يــبـلُـغُ رُشــــدَهْ خُـذْني لأسـخَن شارِعٍ في (القُدسِ) أو خُـذْنـي لأعـلـى تـلَّةٍ فـي (صـعدَةْ) في الجبهَتينِ سيُدركُ العربيُّ أنْ في الـحربِ لا فـي السِّلمِ يصنعُ مجدَهْ فـــي جـبـهَةٍ أخــرى سـتـحكي جَــدَّةٌ لـحـفـيـدِها عـــن مُـعـجـزاتٍ عِـــدَّةْ عـن مـقدِسيٍّ عـاش يـحمي قُـدسَهُ أو مــأربــيٍّ عــــاش يــحــرُسُ سَـــدَّهْ شُــكــرًا جــزيــلًا لـلـحـيـاةِ ولـلـعـدوِّ ولــلــصــديـقِ ولــلــرخَــا والـــشِّـــدةْ شُـكـرًا جـزيلًا لـي وقـفتُ أذودُ عـن شـــرفِ الـبـلادِ أمــام جَـيـشِ الــرِدَّةْ لَم أمنَحِ اسمي للغريبِ صرَختُ يا جَـدِّي: هل الإنسانُ يَمنحُ جِلْدَهْ؟ فــأجـابَ: إنَّ الـنَّـصـرَ يُــورِثُ قـبـلَهُ صَـــبـــرًا ويُـــــورِثُ كــبــريـاءً بـــعــدَهْ أنــا عـائـدٌ يــا بـيـتَ جــدِّي لـم يـتِهْ أحــدٌ بـهَـذي الأرضِ يـعـرِفُ جَــدَّهْ |