ينهمر أيلول في شجنه يُعِدُّ قلوبنا للغناء عبر المدى الحزين على أشجان الخريف. تقف قلوبنا عند أبوابه المشرعة بلون التراب وبلون الذكريات المنقوشة على جدران التاريخ ذات بكاء. ونحن ننتحب على قيد الوطن تنهمر دموع الغيمات على حقول الوجد على مياسم الوقت على ما في الحلم من غراس خصيبة الحفيف رهيفة الأمنيات عالية الظلال.
ذات بكاء، ذابت الآهات في حضن السماء حين تنصتت على الشرر المتطاير من جذوات قلوب المتعبين. والتمعت في النجوم أدمعا ناهزت بكاء طفل أفرغوا ثدي غيماته من الحب ليشتد عوده من عصير الصبر الناضح في جرار الأزمان الزائفة، فهناك متسع رحيب مشبع بأنداء القصيدة. مدىً لبرزخ الأوقات، مدىً يعج بالرصاص المغمد بصدر الحمام لحلمنا العجوز ولفلذات أكباده، لحجرنا اليتيم وصناديق الريح التي ارتطمت بجلمود الانتظار.
سقط من العيون ظهرك ليساهم بانكسارك، فالتقط ظهرك واستند اليك عسى أن تجد منك لك نصيرا، ولا تسلم روحك لأنين الوجد الداهم من تهاويم القلق الملفق بالظنون. فإنك وفي خضم الصراع لن تتذوق إلا فاكهة الصبر الوحيدة لتلقي على أمك السلام ولتجز العوسج وتغرس في التاريخ انتصاراتك وتمسح بها ما أجهشته اللغات عن استشراء التصحر حولك.