على استحياء من مرمري تركت بوح أنفاسي المجروح بسهد الليل يتنصت على عيني وهي تناغي وردة حمراء في أقاصي خدي، فانعطفت ناحية النهر أغرف من الهوى جرعة ترياق للجوى. هنا والعشق قد استوى على عرشين معمدين بشوق يجذف بكل الشغف المتوضئ بندى لغتي إلى ضفتيك لغة قد فاضت بالمكنون كانت للكلمات أنغاما اهتزت بعذوبتها نياط القلب وتبدل بعروقي الدم إلى نور، والحنين قد تنابع في مخيلتي يتساءل بفراغ فائح البخور هل نبقى في الزمن اثنين بظلال معانينا في القادم، وها أنا على متكأٍ من صبر يواري غرقي بك عطشا فخذ بيدي.
أناديك فلا أجد لصوتي صدى في مداك! تشرع أبواب الغياب ومن ثم تمسك خاصرة الحب من طرفها وتنبت فيها العوسج من جديد. لماذا وانا منهكة في صك الغفران الممهور بالعشق أجد بصدرك فناء مني؟ هل أنا اللعبة في الزمن الراحل من الأعطاف، قد ذابت من جذوة لفح نارك الغادرة ترقوة صبري. وبرغم اليباس في قربك أقبل اعذارك، تتملكني بتباريح شتى من أحكامك، التي من خلفها رسمت مسغبة وحدتي بخيوط من لُجين الحلم السرابي.
فقل للمسافة الممتدة بين النار والسراب التي يفر إليها الماء من عيني أن تصيغ طرائق من ضوئين؛ ضوء يقصف سراب وعدك، وضوء يعلمني أن الشقاء يخرج من شقوقه مصل الجراح. اسمعني الآن أن الضوء ما زال يرتق في ذاتي جراحاتي وما زال الياسمين يرسم بلون الحب المطلق في عاج صدري تضاريس حياة مشرقه، فأنا لن أعود لعتمة حبك هذه المرة. أنا لن أعود إليك من جديد حتى لو التمعت في عينيك دمعات الندم.