الـشِّـعرُ صَـومَـعَتِي ودُكَّـانِي ودُرُوبُـــهُ سَـكَـنِـي وسُـكَّـانِـي وبُـحُـورُهُ عَـبَـرَاتُ مَـن سَـكِرُوا بـدَمِي، ومـا اغـتَسَلُوا بأَجفانِي وجِـهَـاتُـهُ: سَـهَـرِي، وأَخـيِـلَتِي ودَفــاتِـري، وهَـشِـيـمُ أَلـوانـي هُــوَ غُـربَـتِي وأَنــا الـمُقِيمُ بـهِ مُـتَـرَامِـيًا كَــحُـدُودِ أَحــزانِـي رَمَــتِ الـبـطالةُ بــي إِلـيهِ كَـمَا يَـرمِـي الـقَـتِيلُ بـعُمرِهِ الـفانِي فَـضَـرَبتُ فــي كَـبِدِي لَـهُ وَتَـدًا وخَـصَـفـتُ خَـيـمَتَهُ بِـشِـريانِ وحَـمَـلـتُهُ بَــصَـرًا لِأَجـنِـحَـتِي وبَــصِـيـرَةً لِــجـرَاحِ إِخــوَانِـي وأَضَـعتُ -حِينَ عَشِقتُ غُربَتَهُ- طُـرُقِـي، ومِـنـسَأَتِي، وعُـنوانِي ولَـقد هَـمَمْتُ بـهِ، وهِمْتُ إِلى أَنْ صِـــرتُ أَهــجُـرُهُ فَـأَلـقانِي أَنــا مـا مَـدَدتُ يَـدًا إِلَـيهِ ولِـي وَطَــنٌ سِــوَاهُ يَـخَافُ فُـقدَانِي وَطَنِي -الذي بيَدَيَّ- ليس سِوَى حَـطَـبٍ، أَبِـيعُ عَـلَيهِ قُـمصَانِي وَطَــنٌ ضَـحِكتُ لَـهُ فَـأَخرَسَنِي ومَـسَـحتُ دَمـعَـتَهُ فَـأَعمانِي وحَـمَلتُ صَـخرَتَهُ الـكَبيرَةَ مُـح تَـمِـيًا بـهـا فَـكَـسَرتُ إِنـسـانِي هُوَ حَلَّ في شَجَنِي، وفي بَدَنِي وأَنـا انـتَعَلْتُ دَمِـي وحِـرمانِي! ورَأَيـــتُ كــيـف يُـعِـزُّ قـاتِـلَهُ وعـلـى الـجِـنايَةِ يَـرفَعُ الـجانِي ورَأَيــتُ كَـيـفَ يُــذِلُّ عـاشِقَهُ ويَـــذُوبُ مِـــن وَلَــهٍ بِـأَوثـانِ ورَأَيــتُ كَـيفَ إِذا رَفَـعتُ يَـدِي رَفَـعُوهُ لِـي كَ(قَـمِيصِ عُـثمانِ)
وَطَـنَانِ لِـي وأَنـا الـمُقِيمُ عـلى رَهَــقٍ أُطــارِدُ شُــؤمَ غِـربـانِي بـيَدَيَّ صِـرتُ أَرَى وأَسـمَعُ مـا جَـمَعَ الـظَّلامُ عَـلَيَّ مِـن رَانِ وأَرَى وأَسـمَعُ كُـلَّ مَـن عَـبَرُوا عَـبَـثًا، عـلـى عـثـراتِ أَلـحـاني أَنــا والـضَّـياعُ حَـدِيقَتانِ ومَـا ئِــدَتَـانِ لِـلـقَـاصِي ولِـلـدَّانِـي وبــلادُنـا سَــفَـرٌ يَـحِـيـنُ بــلا طُـــرُقٍ ووَاحِــدُنـا بــه اثـنـانِ وجِـرَاحُـنا مُـقَـلٌ تَـجِفُّ ومـا قُــرِئَـت مَـوَاجـعُـها بـإِمـعانِ مُــتَـلازِمَـانِ بــــلا مُـعـاهَـدَةٍ لِـلـوَصلِ نَـحـنُ، ودُونَ هـجرانِ مُـتَـنَـافِـرَانِ ولَــيـسَ يَـفـصِـلُنا جَـسـدٌ, ولا خـطواتُ شَـيطانِ يَــدُهُ عـلـى كَـتِـفِي وخِـنـجَرُهُ بـدَمِـي؛ يُـمَزِّقُنِي، ويَـخشانِي! ويَـقُولُ لِـي: (دَعـنِي)، أَقُـولُ لَهُ: (دَعـنِي) فَـيَضحَكُ بُـعدُنا الآنِي ويَـقُولُ: (لِـي رَأيٌ) أَقُـولُ: (ولِـي رَأيٌ) ونَـصـمُتُ صَـمـتَ غِـيلانِ
أَنــا والـضَّـياعُ قَـصيدةٌ كُـتِبت فـي الـحَربِ، عَن صُوَرٍ، وجدرانِ وعـن اسـتِراحةِ رَاحِـلِينَ، وعـن خَـجَلِ الـمَعَاوِلِ مِن دَمِ البَانِي وعَــن اسـتِـباحةِ خـائِـنِينَ لِـما عَـبَدُوا، وعَـن صَـرخاتِ نِـسوانِ وعَــن اسـتِـفاقَةٍ بَـلـدَةٍ بُـهِتَت فَـجرَ الـخَميسِ بِـلَونِها الـقَانِي وعَـن الـمَجاعةِ، والجَرَادِ، وعَن زَمِـــنِ الـغُـبَـارِ، غُـبَـارِ أَزمــانِ أَنــا بِـالـضَّيَاعِ بَـنَيتُ مِـن وَرَقٍ أَمَــــلًا فَــلَـوَّحَ دُونَ إِمــكـانِ تَـقِفُ الـحَيَاةُ مـعي وُقُوفَ دَمٍ قَـلِـقٍ، يُـحَـاذِرُ مَـوتَـهُ الـثَّـانِي ولِـكَـي أَمُــرَّ بـهـا فَـأَوَّلُ مَـن سَـيَمُرُّ: خَـيطُ دَمِي، وجُثمانِي وإِذا حَـيَـاتُـكَ زِيْــجَـةٌ فَـشِـلَت فـالـمَـوتُ تَـسـرِيـحٌ بـإِحـسانِ |