مـا بي من الهمِّ لو تدري السماءُ بهِ لاسَّاقَطَتْ كي يُوارى منه ما انبجسا تَـبّتْ يـدُ الـحزنِ فـي رأسي مطارقهُ لا نــالَ مـنـي ولا دارَى ولا انـتـكسا كـأنـنـي واحـــدٌ يـشـقـى بـأمـتـهِ أو أمّـةٌ كـلُّ مـن عـاشوا بـها بُؤَسَا! فـكـيفَ أخـلعُ عـمري والـحياةُ بـهِ قـصيدةٌ مـن شـظايا أدمـعٍ وأسى؟ والـمعدمُونَ حـروفٌ ضـلَّ كـاتبُها من ذا سَيُدْركُها كَيْ تستطيبَ عسى؟ هــذا زمــانٌ كــأنّ الـدهـرَ فـصَّله عـلى مـقاسِ دموعِ القهرِ والتُّعَسَا! فـأينَ أهـربُ مـنِّي كـي أُخَـلِّصَني و(مـالكٌ) لـمْ يصافحْ داخلي (أنَسَا)؟ وحدي أصارعُ همّاً صارَ من جسدي ويَـسْـتلذُّ بِــذُلِّ الأُمَّــةِ الـرُّؤَسَـا لـي أُمَّـةٌ نـامَ ديكُ الحقِّ في دمها وزورقُ الـصـبحِ فـي أهـدابِها نَـعَسَا حـملتُها فـي ضـلوعي وهـي تركُلُني وتـلعنُ الـعزَّ لـو فـي أذنـها هَمَسَا هــذا الـعـذابُ أنـا أَدْرَى بِـمعدَنِه فَـلَـيسَ إلّايَ فــي أعـمـاقه غَـطَسَا وهـــذه أدمـعـي صـفـراءُ داكـنـةٌ فـمنْ يُـفَسِّرُ فـي معنايَ ما الْتَبَسَا؟ مـا أوسَـعَ الـهمَّ فـي قـلبٍ يكابِدُهُ وأضـيقَ الـعمرَ لـو فـي مبتداهُ رَسَا! إن قـلتُ: رفـقاً، تـمادى فـي دَنَـاءَتِهِ ومـدَّ رجـليه حـتى يـكتمَ الـنَّفَسَا إنـي أرى الـليلَ فـي الأرواحِ مـعتكِفَاً يَـخِيْطُ مـن صـمتنا لـلقادمينَ مَسَا مَـن سَهَّدَ الصبحَ حتى نام في دَمِنا فَـمَـا رَأيـنَـا لــهُ مِـن حَـولنا قَـبَسا؟ طـالت فـصولُ المَآسِي في جَوَارِحِنَا حـتى غَـدَونا عـلى أرواحِـنا عَسَسَا؟ لـكنني لـن أخـونَ الحلم في وجعي فـلم يـزلْ فـي قـدور الأمـهاتِ حَسَا وردُ الـربـيـعِ بـــه شَــوكٌ ورَائِـحَـةٌ تـفوح بـالحبّ مَـهما جَـفّ أو يَبسا كـذلـك الـعـمر مــا رقَّـت أظـافرُهُ إلّا لأنَّ حــريــرَ الأمـنـيـاتِ قَــسَـا |