والآنَ ..
كيفَ أزيحُ طَوقَ جمالِكَ المعقودِ خلْفَ عيونهنَّ
لِأمْنَحَ السُّكنى لطرفِيَ
أو لِأَعبُرَ خافقَيْكْ!
كيفَ التَّصَبُّرُ عن فِراقِكَ؟
كيفَ لي؟!
والكونُ بَسْمَةُ ثغرِكَ الميَّاسِ
يَفْضَحُ عِشْقَكَ المجنونَ
يُبدي سحرَهُ..
حتّى إذا ما رفرَفَتْ أشواقُ عمرِكَ
مالَ طوْعاً.. شارِداً في مقلَتَيْكْ!
أنا.. من أنا؟؟!
أنا جزؤكَ المفصولُ عنكَ
وبعضُكَ المحرومُ منكَ
وكلُّكَ المنسيُّ فيكَ
أنا هواكَ ومنتهاكَ
وحلمُكَ المسكونُ ليلاً في تراتيلِ الجمالِ لكي يراكَ
أنا حنينُكَ خيطُ شَمسِكَ كُلَّما
هَرَبَتْ خيوطُ العمرِ مِنْ وَجَعِ التَّرَحُّلِ في رؤاكَ
أنا شريدُكَ.. شُدَّني هونًا إليَّ.. ودُلَّني
رفقاً بقلبي إنني أهوى قداسة ما لديكْ
من لي إذا كابَدْتُ دهراً مُظلماً؟
من لي سواكَ.. يُعينُني؟
من لي سواكَ يُخَفِّفُ الأهوالَ
يَحمِلُ عن سنيني رعشةَ الآلامِ
يَقْتَسِمُ الزَّمانَ بما حواهُ وما احتواهُ
وَيَسْرِقُ الأمَلَ المُخبَّأَ بين زيتونٍ وتينٍ
تحتَ أوراقِ الحنينِ وتحت ظلِّ الزيزفونِ
وفي توَرُّدِ وجنتيْكْ؟
حتّامَ يا دفءَ الغروبِ تطيلُ غربتَكَ السقيمةَ
تَحجُبُ الأحلامَ عنّي.. ترسُمُ البعدَ المُنَمَّقَ من سكونِكَ.. من سنينِكَ
فكرةً.. تطوي بها ذكرى لِأمْسِكَ.. ثمَّ تنثرها خيالاً مستحيلاً
في قصيدةِ عاشِقٍ أَلِفَ الدموعَ وما استَكانَ أنينُه
حتّامَ يا دمعَ القصائدِ تحضُنُ الأوجاعَ وحدَكَ
في تقطُّبِ حاجبَيْكْ؟!
امدُد ْ يَدَيْك ْ!
امدد ْ يَدَيكَ وعانِقِ الوطنَ الذي
شابَتْ خطاهُ على فمي
وَتَهَجَّرَتْ نَبَضاتُهُ من مَدمَعي نحو احتمالِكَ أن تعودَ
فلا تَذَرنِيَ مُتعَباً!
هذا الصدى ليسَ ادعاءً
بل تَكَسُّرُ أضلعي!
لا تنثنِ الآنَ اصطِبارُكَ مسنَدي!
لا تَبْتَعِد ْ.. بل كُنْ معي!
وامدُد ْ يَدَيْك ْ!
أتَخونُ عهْدَكَ؟
لا وربِّي!!
أنتَ منِّي
كلُّ أنفاسي وحزني..
وانعكاسٌ للكمال على الجمالِ على تقلُّبِ ناظريْكْ
امدد ْ يديكْ !
امدد ْ يديْكَ أو اقطعِ اليُسرى مخافةَ أن يُباغتَكَ الأنينُ ومتْ هنا..
متْ ها هنا.. قربي هنا.. متْ لا عليْكَ!
فاليومَ أصبَغُ وجنَتيَّ تقرّباً!
حتّى أخضِّبَ بالدموعِ عليْكَ جُرْحَكَ
أو أَموتَ على يديْكْ !
حتام يا دمع القصائد تحضن الأوجاع وحدك في تقطب حاجبيك .. الله الله .. هديل احتضن الأنين في قلب الغربة تفر من حدقاتها دمعات المنى في رحبوت تغاصن فيه جبروت الواقع في أحلام المتعبين .. لك ولحرفك الباهر ارق التحايا وأطيب ود