أدبشعر

ميـلاد

أوقــــدْ شــمـوعـكَ ثـــم أطـفِـئـها مــعـا

واحْــفــلْ بــعـمـركَ مــقـبـلاً و مــودّعـاً

عــــامٌ قــضــى ويــخـطّ سِــفـرَ وداعـــهِ

شــيـبـاً وهــــا بــــدَتِ الـنـواصـي لُـمّـعـا

عـــامٌ قــضـى واســتـلَّ مــنـكَ نـصـيـبه

والـبـعض مـنكَ اذا اشـتكى بـعضٌ لـعا

وبــريــقُ ثــغــركَ والــشـمـوع مـضـيـئـةٌ

والـصـدر جـاش لـظىً يـقضّ الأضـلعا

وحــكــايــةٌ أخــــــرى تـــطـــلُّ بــرأســهـا

فـــاعــزِفْ تــرانــيـم الـــزمــان ورجِّـــعــا

الـــعــمــر مـــــــا الأعــــمـــار إلاّ رحـــلـــةٌ

مـجنونة الـخطوات لـم تـفِ مـوضعا

دربٌ عـــلـــى أطـــرافـــه أيــــــكٌ وفــــــي

أكـــنــانــه زهـــــــرٌ يــــفـــوحُ تـــضــوّعــا

والـــطـــيــر غـــــــرّد حــــولـــه مــتــرنّــمـا

والـمـدنـفُ الـولـهـان شــنّـفَ مـسـمعا

فــمــتـيّـمٌ يــشــتــمّ طـــيـــبَ رحــيــقِــه

وبــظــلّـهِ تَــخِــذَ الـمـهـاجـرُ مـضـجـعـا

والــــغِـــرّ ظــــــنّ دروبــــــه لا تــنــتـهـي

فـــيـــجــوزُهــا مـــتــثــاقــلاً مــتــمــتّــعـا

ويــــكــــاد بــائــســهــا يــــلـــوذُ بـــقــبــرهِ

مــــمــــا تــــــــذوّق مــــرّهـــا وتـــجــرّعــا

مـــــا بــيــن مــقـبِـل عــيـشـهِ أو مــدبــرٍ

يــحـويـهـمـا ركــــــبٌ تــــــأذّنَ مُــقــلِـعـا

دنـــيـــا يـــمـــوجُ غــمــارُهــا مــتـسـارعـاً

والـــكـــلّ فــــــانٍ مُــبْــطِـئـاً أو مــسْــرِعـا

فــــــإذا تــبــادرهــا الـــريـــاحُ بــعـصـفـةٍ

جــعــلــتْ خــمـائـلَـهـا ســـرابــاً بــلـقـعـا

تــتــسـاقـطُ الأوراق عـــــن أغــصـانـهـا

هــيـهـات بــعـد سـقـوطـها أن تـرجـعـا

وعـجـالـةُ الأعــمـار تـسـتـبقُ الـخـطـى

فـكـأنـمـا صــحـبَ الـمـبـشّرُ مـــن نــعـى

ويـــمــرّ خـــيــط الــذكــريـات مـسـلّـمـاً

ولـــئــنْ هــمــمـتَ بــجــذبـهِ لـتـقـطّـعـا

حـاكـيتَ صـمت الـشمعِ سـاعَ ذبـولهِ

والـصمت أبلغ في الشجون لمنْ وعى

بـكـت الـشـموعُ عـلـى احـتـراق فـتيلها

والـقـلب يــذوي إن حـبـستَ الأدمـعا

قالوا: تفلسفُ؟! قلت لا فاستبصروا

لـــم ألـــقَ مـــن أثــر الـسـوالف مـرْبَـعا

زيَّـــنــتُ نــاصــيـةَ الــقـصـيـد بــشــائـراً

فـــأبـــى الــخــتــامُ عـــلــيّ أنْ أتــصـنّـعـا

وخـلـعتُ عــن وجــه الـسـنين قـناعها

مــــا كــنــت أجــتـاز الـــدروب مـقَـنّـعا

أطـــرقــتُ ثــــمّ تـلـوتـهـا فــــي خــافـقـي

” أنْ لــيـس لـلإنـسـان إلاّ مـــا ســعـى”

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى