أدبشعر

وطني

بِـــذَهَـــابِـــهِ أهــــــــوَاهُ أو بـــإِيَـــابِــهِ

وأعِــيـشُ رَهْــنَ حُـضُـورِهِ وغِـيَـابِهِ

هُـــوَ لِـــي وإنْ لَـــم أَلْــقَـهُ وأنـــا لَــهُ

هُـــوَ بـــي وإنْ لَــم يَـلْـقَنِي وأنــا بــهِ

وَطَـــنِــي بــكُــلِّ جِــهَـاتِـهِ بـسَـمَـائِـهِ

بـــبــحَــارِهِ بــسُــهُــولِـهِ بــهِــضَــابـهِ

وَطَـنِي بـدَهشَةٍ خُـضْرَةٍ تَندَاحُ مِن

سَـقـفِ الـسَّـمَاءِ وتَـنـتَهِي بـشِعَابِهِ

وَطَـنِي ب(مَشْقُرِ) طِفلَةٍ (صَبِرِيَّةٍ)

وحَـنِينِ رَاعِـيَةٍ شَدَتْ بِ(وُصَابِهِ)

وَطَــنِـي بــرَوعَـةِ فَـنِّـهِ وهُــوَ الــذي

سَـــكِــرَ الــزَّمَــانُ بــعُــودِهِ ورَبَــابــهِ

وَطَـــنِــي بــنَـكـهَـةِ بُـــنِّــهِ بــبُـخُـورِهِ

بـــعُـــطُـــورِهِ بـــــزُهُــــورِهِ بـــتُـــرَابــهِ

وَطَــنِـي بـطـابُـورِ الـصَّـبَـاحِ وفِـتـيَةٍ

كُــــــلٌّ يُــعــانِــقُ رُوحَـــــهُ بــكِـتَـابـهِ

وَطَـنِـي بـكُـلِّ طُـقُـوسِهِ بـتَـآلُفِ ال

ألــــــوانِ بَـــيــنَ حُـــرُوفِــهِ وثِــيَــابـهِ

وَطَــنِـي بــوَحـدَةِ شَـعـبـهِ مُـتَـجَرِّدًا

مِـــــن طَـائِـفِـيَّـتِـهِ ومِـــــن أحــزَابــهِ

وَطَـنِي بـفَوْحِ الطِّيبِ مِن شُهَدَائِهِ

وشُــمُــوخِ رَايَــتِــهِ وطُــهْــرِ شَـبَـابـهِ

*****

وَطَــنِــي بـحَـسْـرَتِـهِ بــكُـلِّ جِــرَاحِـهِ

بـــــرَمَـــــادِهِ بـــغُـــبَـــارِهِ بـــخَـــرَابِـــهِ

وَطَـــنِــي بــوَحــشَـةِ لَــيـلَـةٍ أبَــدِيَّــةٍ

سَــكَـبَـتْ كَـوَاكِـبَـهَـا بِــعُـودِ ثِـقَـابـهِ

وَطَـنِـي بـتَـرْجَمَةِ الـمَـآذِنِ لِـلصَّدَى

مـــا قــالَـتِ الأروَاحُ تَـحـتَ قِـبَـابِهِ

وَطَـنِـي بـدَنْـدَنَةِ الـغُمُوضِ إذا بَـدَا

بَــيـنَ الـقَـتِـيلِ وخَـصْـمِـهِ وعِـقَـابـهِ

وَطَــنِــي بــشَــوقِ رِمَــالِــهِ لِـغَـمَـامَةٍ

لا تَــشـرَبُ الـظَّـمـآنَ قَــبـلَ شَـرَابـهِ

وَطَـنِـي بـجَـعجَعَةِ الـسِّـيَاسَةِ كُـلَّمَا

طَــرَحَـتْـهُ بَــيــنَ عَــذَابِــهِ وعَــذَابِـهِ

وَطَــنِــي بـطَـابُـورِ الـبـطَـالَةِ واقِــفًـا

فِـي الـشَّمْسِ يُـطفِئُ جُـوعَهُ بلُعَابِهِ

وَطَنِي بمِسْبَحَةِ الجِيَاعِ إذا انتَهَت

وسُــؤالُـهُـم مــــا زالَ دُونَ جَــوَابِــهِ

وَطَـــنِــي بـــكُــلِّ صَــغِــيـرَةٍ وكَــبـيـرَةٍ

وَقَـفَت عـلى كَـتِفِ النَّحِيبِ ببابهِ

*****

وَطَـــنِــي أُحِـــــبُّ بــحُـلْـوِهِ وبــمُــرِّهِ

بــوُعُـودِ هُــدهُـدِهِ وشُـــؤمِ غُــرَابـهِ

وأُحِـــبُّ، لـكـنـي أُصَـــارِعُ جَــاهِـدًا

حُـــزنِــي عــلــيـهِ بــلَـوْمِـهِ وعِــتَـابِـهِ

وأَخَـافُ مِـن شَجَنِي إلَيهِ فَكُلُّ مَن

لاقَــــاهُ أَفــــرَغَ مـــا بـــهِ ورَمَـــى بـــهِ

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى