أدبشعر

سدرة النور

دَنَــا إِلَــيَّ.. فَـرَقَّـتْ مُـهْجَتِي.. وَسَـجَا

خَلَعْتُ رُوحِي.. فَأَسْرَى بِي إِلَيْهِ دُجَى

بَــرْقًـا أَلُـــوحُ لَـــهُ مَـــا بَــيْـنَ أَسْـئِـلَـةٍ

حَـيْرَى.. وَنَـفْسٍ تُـدَارِي مَـا بِـهَا حَرَجَا!

وَنَـسْـمَةً عَـبَـرَتْ جُـرْحِـي أَذَبْــتُ لَـهَـا

مَـا كَـانَ فِـي خَـاطِرِي مِنْ قَبْلُ مُعْتَلِجَا

تَــجَــرَّدَتْ فَــأَجَـابَـتْ صَـبْـوَتِـي وَرَنَـــتْ

إِلَـــيَّ عَـــذْرَاءَ طُــهْـرًا تَـنْـفُـثُ الْأَرَجَــا

أَكَـانَ طَـيْفًا؟! وَكُـنْتُ الْـعِشْقَ فِـي يَدِهِ

أَمْ كَــانَ وَحْــيَ خَـيَـالٍ هَـلَّ فَـانْتَسَجَا

وَكُـنْتُ فِـي عَـتْمَةِ الْأَزْمَـانِ بَـعْدُ صَدًى

يُـبَـدِّدُ الـصَّـمْتَ يَـسْـتَجْدِي لَــهُ فُـرَجَا!

يَــرْجُـو الـضِّـيَاءَ وَكَـانَـتْ دُونَــهُ سُــدَفٌ

وَكُـنْـتُ أَنْـظُـرُ مَـاذَا يَـحْجُبُ الـسُّرُجَا؟!

وَالْـوَجْـدُ بَـحْـرٌ طَـوَانِي.. فَـاحْتَجَبْتُ بِـهِ

عَــنِ الْـوُجُودِ.. وَبَـحْرُ الـلَّيْلِ.. فَـانْمَرَجَا

بَـحْـرَانِ مِــنْ لَـوْعَـتِي.. كُــلٌّ يُـرَاوِدُنِي

عَــنْ نَـفْـسِهِ.. وَضَـمِيرٌ إِنْ نَـجَوْتُ نَـجَا

يَـمَّـمْتُ قَـلْبِي نَـجَاتِي فَـانْجَلَتْ قَـبَسًا

يَــصُـدُّ نَــحْـوَ فُـــؤَادِي حَـوْلَـهُ الـلُّـجَجَا

يَــطْـوِي الــزَّمَـانَ بِـفَـجْرٍ فِــي مَـعِـيَّتِهِ

أَهْــدَى الـنَّـبِيُّونَ مِــنْ آلاَمِـهِـمْ فَـرَجَـا!

لَـمْـلَمْتُ أَشْــلاَءَ رُوحِـي حَـوْلَهُمْ عِـبَرًا

وَوَحْـــدَهُ كَــانَ يَـمْـحُو حَـوْلِـيَ الـدُّلَـجَا

يَــلُـوحُ بِـالـلُّطْفِ نَـحْـوِي وَالـنَّـدَى وَيَــدٍ

تَـحْنُو.. وَطَـلْعَةِ حُـسْنٍ تَـخْلُبُ الْـمُهَجَا

سَــامٍ مَـهِـيبٌ لِــوَاءُ الْـحَـقِّ فِــي يَـدِهِ

وَكَــانَ فِــي ظِـلِّـهِ الـتَّـارِيخُ قَـدْ وَهَـجَا!

يَـتْـلُـوهُ أَلْـــفُ نَــبِـيٍّ.. وَالْـــوَرَى أُمَـمًـا

لَـــمْ تَـتَّـخِـذْ دُونَـــهُ قَــصْـدًا وَمُـنْـتَـهَجَا

وَالـرُّسْـلُ مِــنْ كُـلِّ أُفْـقٍ وَهْـوَ مُـنْفَرِدٌ

يَـمْشِي بِـلِينٍ.. يَـشُقُّ الـصُّبْحَ مُنْبَلِجَا

يَــا لَـيْتَ شِـعْرِي أَهَـذَا سِـرُّهُ ابْـتَهَجَتْ

لَــهُ الْـعَوَالِمُ؟! أَمْ سِـرِّي الَّـذِي ابْـتَهَجَا

وَلَــيْـسَ تَـفْـصِـلُنِي عَــنْـهُ الْـقُـرُونُ إِذَا

مَـا عِشْتُ عُمْرِي بِأَلْطَافِ الْهَوَى لَهِجَا!

وَقَـفْـتُ وَسْــطَ غِـمَارِ الـشَّوْقِ أَنْـشُدُهُ

أَهُــدُّ عَـنِّـي جِــدَارَ الـدَّهْـرِ وَالْـحِـجَجَا!

أَشُــــدُّ أَزْرِي بِــرِفْــقٍ مِــنْـهُ عَـلَّـمَـنِي

كَــيْـفَ الْـمَـحَبَّةُ أَسْـتَـغْنِي بِـهَـا نَـهَـجَا

وَقَـفْـتُ فَـرْدًا.. وَهَـذَا الـرَّوْعُ يَـسْكُنُنِي

وَأُمَّـــةٌ يَــا حَـبِـيبَ الـلَّـهِ بَـحْـرُ شَـجَـا!

حَــتَّـى مَــتَـى فُـرْقَـةُ الْأَرْوَاحِ تَـذْبَـحُهَا!

وَأَنْـــتَ وَحَّـدْتَـهَـا كَـالْـجِـسْمِ مُـنْـدَمِجَا

عِـقْـدَانِ مِـنْ عُـمُرِ الـدُّنْيَا.. وَلَـوْ رَغِـبَتْ

عَـنْـكَ الْـقُـلُوبُ لَـصَـدَّ الْـكَوْنُ وَانْـزَعَجَا!

وَلَــوْ جَـفَـوْتَ وَأَشْـبَـاحُ الـدُّنَـى وَثَـبَـتْ

عَـلَيْكَ.. مَـا سُدْتَ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ سُرُجَا

عَـلَّمْتَهُمْ.. فَـأَزَاحُوا الْأَمْـسَ وَاسْـتَبَقُوا

لِـيُسْكِنُوا مِـنْ جِـرَاحِ الْـخَلْقِ مَا اخْتَلَجَا

لِـيُـنْطِقُوا الْـحَـقَّ أَنَّ الـرُّسْلَ مَـا بُـعِثُوا

لِـقَـتْـلِ نَـفْـسٍ وَلاَ كُـنَّـا بِـهِـمْ هَـمَـجَا!!

أَكَـــادُ أَذْكُـــرُ فَــجْـرًا هَـــا هُـنَـا وَسَـنًـا

وَرَحْـمَـةً حَـمَلُوا مِـنْ قُـدْسِهَا الْـوَهَجَا!

وَعَــبْــرَةً مِــنْـكَ وَحْـــيُ الــلَّـهِ رَتَّـلَـهَـا

لَـحْـنَ الْـخُـلُودِ.. وَلَـمْ يَـجْعَلْ لَـهُ عِـوَجَا

قَـلْـبٌ تَـضَـرَّعَ.. دَمْـعٌ جَـادَ.. وَانْـفَتَحَتْ

بَـابٌ إِلَـيْهِ.. وَفِـي جَـوْفِ الـدُّجَى عَرَجَا

فَـإِنْ يَـرَوْا فِـي غُـيُوبِ الـلَّهِ مِـنْ حُـجَجٍ

فَــأَنْــتَ أَبْــلَــغُ فِـــي آيَـاتِـهَـا حُـجَـجَـا

وَمَـــا الـدُّنُـوُّ؟ وَمَــا الْأَرْوَاحُ فِــي يَــدِهِ؟

وَسِــرُّهَــا بِـمَـعَـانِـي قُــرْبِــهِ امْـتَـزَجَـا

فَـعُـدْتَ تَـحْمِلُ فَـيْضًا جَـلَّ مَـا وَسِـعَتْ

هُــدَاهُ أَرْضٌ.. وَأَعْـيَـى فِـيـهِ كُـلَّ حِـجَا

وَزَانَــكَ الْـقُـرْبُ يَـسْـرِي فِـي حَـقِيقَتِهِ

إِلَـيْـكَ مِــنْ سِـدْرَةِ الـنُّورِ الَّـذِي انْـبَلَجَا

يَـا لَـوْعَةَ الْأَمْـسِ ذِكْـرَى أَلْهَبَتْ خَلَدِي

فَـتَّـشْتُ عَـنْـكِ وَكُـلِّـي عِـنْدَكِ انْـدَمَجَا

مِــنْ أَوَّلِ الْـحِـبْرِ هَــذَا بَـعْـضُ مُـرْتَـجَلٍ

أَفْـنَاهُ سَـيْلُ الْـمَعَانِي.. فَـانْزَوَى حَرِجَا!

مَــــا الْأَبْــجَـدِيَّـةُ إِلاَّ أَحْــــرُفٌ وَدَمِـــي

كَــذَلِــكَ الْــحِـبْـرِ لَــمَّـا يَـرْتَـفِـعْ دَرَجَـــا

مَـــا بَــيْـنَ مَـكَّـةَ وَالْـغَـرَّاءِ كُــلُّ غَــدِي

مَـــا بَـيْـنَ أَيَّـامِـهَا لَــمْ أُلْــفِ مُـنْـزَعَجَا!

فَـتَّـشْتُ عَـنِّـي وَإِذْ بِــي بَـيْـنَ أَرْبُـعِـهَا

أَسْـتَـلْهِمُ الـنُّـورَ.. أَسْـتَوْحِي لَـهُ بَـلَجَا

مَـا بَيْنَ تِلْكَ الشِّعَابِ الْجُرْدِ قَدْ سَبَحَتْ

كُــلُّ الــرُّؤَى.. وَخَـيَـالِي حَـوْلَـهَا دُبِـجَـا

وَلُــــذْتُ بِــالْـغَـارِ إِذْ حَــفَّــتْ مَـلاَئِـكَـةٌ

بِـبَـابِـهِ.. وَبَـــدَا لِـــي جَــوْفُـهُ مُــرُجَـا!

جَـعَـلْتُ أَدْنُــو.. وَلَــوْلاَ أَنَّ بِــي شَـغَفًا

مَـا كَـانَ لِـي عِـنْدَ هَـذَا الْـبَابِ أَنْ أَلِـجَا

“حِـــرَاءُ” وَحْـــيٌ إِلَــى “ثَــوْرٍ” تَـعَـهَّدَهُ

بِـالـصَّـاحِبَيْنِ.. وَإِذْ لاَحَ الـسَّـنَـا خَـرَجَـا!

كَــأَنَّــنِـي بِــهِــمَـا وَالــنَّـصْـرُ ظِـلُّـهُـمَـا

وَسِـدْرَةُ الْـمَجْدِ.. كَـمْ مِـنْ عِـزَّةٍ نَسَجَا

مُـحَـمَّـدٌ يَـــا نَــبِـيَّ الــلَّـهِ أَيُّ هَـــوًى

فِـيـكَ اتَّـخَـذْتُ بِـهِ مِـنْ حُـرْقَتِي نَـهَجَا!

أَرَاكَ تَـمْشِي تُـنَادِي: أُمَّـتِي! حَـرَمِي!

وَبَــحْــرُ عَـيْـنَـيْـكَ حُـــزْنٌ غَــائِـرٌ وَرَجَـــا

تَـــكَــادُ حَــوْلَـهُـمَـا الــدُّنْــيَـا يُـزَلْـزِلُـهَـا

ذُلٌّ عَـلَـى سُــدَّةِ الْأَكْــوَانِ قَــدْ بَـرَجَـا!

هُــمَـا نَـبِـيَّـانِ جَـــادَا بِـالْـهُـدَى مَـــدَدًا

عَـلَـى الْـوُجُـودِ.. وَمُـزْنًـا فَـوْقَـهُ خُـلُـجَا

تَــدَفَّــقَــا بِــغِــيَـاثٍ مِـــنْــكَ مُــنْـهَـمِـرٍ

وَرَوْنَـــــقٍ بِــنِـهَـايَـاتِ الــنَّــدَى مُــزِجَــا

مَــنْ نَـالَ مِـنْ نَـاظِرَيْكَ الـنُّورَ كَـيْفَ لَـهُ

يَــخَــالُ مِـــنْ بَــعْـدِهِ غَـيْـمًـا وَمُـدَّلَـجَـا

مُــحَـمَّـدٌ وَضَــمِـيـرُ الْــكَــوْنِ مُـرْتَـجِـفٌ

مُـعَـذَّبٌ.. وَسَـحَـابُ الـضَّـيْمِ مَـا فُـرِجَا!

عَـــلَـــى جَــبِـيـنِـكَ آيَـــــاتٌ مُــبَـيَّـنَـةٌ

تُـضِيءُ مِـنْ قُـدْسِهَا مَـا كَـانَ قَبْلُ دَجَا

وَقِــصَّـةٌ عَــنْـكَ تَـحْـكِي كُـلَّـمَا عَـبَـرَتْ

جُــرْحَ الـزَّمَـانِ بِــأَنَّ الْـجُرْحَ قَـدْ نَـضِجَا!

تَــقُـولُ هَـــاذِي سَـبِـيلُ الـلَّـهِ لاَحِـبَـةٌ

وَرَحْــمَـةٌ لاَ تَــرَى مِــنْ بَـعْـدِهَا حَـرَجَـا

صَـلَّى عَـلَيْكَ الَّـذِي سَـوَّاكَ مِـنْ رَشَدٍ

مَــــنْ يَـتَّـبِـعْـهُ وَرَبِّ الْـعَـالَـمِـينَ نَــجَـا!

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى