أدبقصة

قصص قصيرة جدا (1)

تمرد

أطالت جذوة الحبّ المكوث بين أثافي الزّهد، والتّمنّع والتّحريم، فخافت أن تحوّلها الأيّام رمادا. غطّاها تراب القلق ، ففاجأها نداء التّمرد. في الصّباح ركلت حجارة الانطفاء؛ بحثا عن قبس
اعتلت جبل النّور، وعادت شهابا قبَسا.

 

بقايا

احتضنت زجاجة عطره وخاطبتها بذكرى أحاديث كثيرة مستنشقة شذا الماضي، وملقية عليها تحيّة ممزوجة بدمعة شوق حرّى..
وفيما هي تزكم أنفها برائحة ما تبقّى من ذاك العطر الذي تعطّر به قبل خروج بلا عودة، أفزعها طرق على الباب لتسقط الزّجاجة من يدها، فأذهلها حين لملمت الشّظايا أنّ الزّجاجة فارغة إلّا من حبيبات ملح دمعها!

 

برّ

تورّمت قدماه وهو يبحث عن أفضل المدارس الخاصّة لتعليم ابنه، وتشقّقت يداه وهو يحوّل الصّخور ترابا لتوفير هناء العيش ورغده…
ولمّا شاخ، تورّم جفناه بكاء لسماع سيول تأفّف ابنه، وهو يسأل مغتاظا عن مركز لرعاية المسنّين بأبخس الأثمان.

 

جزاء

سقاه من ماء عطائه رضيعا، ورواه من نبع حكمته يافعا، ولمّا كبر غرس خنجره في كبد ثقته.

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى